أنجمينا:(شاري إنفو)
أنهى رئيس الوزراء التشادي، الله-ماي هالينا، 100 يوم في منصبه ما دفع بسياسيين ومراقبين لإطلاق ما يشبه عملية الجرد لما حققه المسؤول وما عجز عنه، في تقليد بات مألوفاً في البلاد التي تشهد أزمات متتالية.
وكان الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي قد عين هالينا خلفاً لرئيس الحكومة السابقة ماسرا سكسيه، الذي نافسه في الانتخابات الرئاسية الماضية التي فاز فيها بنسبة 61% من الأصوات، في خضم أزمات عدة تحاصر البلاد.
وعلى رغم ذلك، فإن هالينا لا يزال متكتماً بشكل كبير إزاء ملفات حساسة مثل الفساد الإداري المتمثل في اختلاس الأموال العامة وإصلاح المنشآت العمومية المأزومة، وهو كثير الظهور الإعلامي في التحركات الميدانية، فيما يترقب الشارع التشادي إنجازات ملموسة وواقعية في الأيام المقبلة كتوفير الكهرباء ومكافحة الفيضانات وتخفيض سعر الوقود وغلاء المعيشة وأزمة النقابات العمالية وحل مشكلة العطالة وأهمها توفير الأمن حتى في وسط العاصمة أنحمينا، ناهيك عن الأقاليم الأخرى، وغير من الملفات العالقة.
لا إرادة ولا سياسات واضحة
هالينا تولى منصبه في مايو الماضي، لكن اللافت أنه منذ ذلك الحين لم يجر تعديل كبير على الفريق الحكومي الذي جاء به سوى تغيير أمين الدولة في الصحة العامة، وهو ثالث من يتولى رئاسة الوزراء بعد كبزابو في عهد الرئيس محمد إدريس ديبي، منذ الفترة 2021 الانتقالية وما بعدها.
ويقول رئيس “حزب الشعب من أجل التغيير” خليل محمد جبريل، إن “حكومة رئيس الوزراء السفير ألماي هالينا، هي أسوأ حكومة عرفتها دولة تشاد”.
جبريل في حديثه لـ“شاري إنفو“ قال: “لم تستطع حكومة هالينا أن تأتي بحلول لمسألة الكهرباء ولا لتخفيض البطالة ولا لأزمة الوقود والمحروقات”.
وأضاف جبريل، عن الحلول التي لم تجد حكومة هالينا، لها حلولا هي ” مسالة تدفق اللاجئين السودانيين بوتيرة غير مسبوقة لأن مراكز الإيواء أخذت مساحات كبيرة زراعية تابعة للمواطنين الأصليين وتركهم بدون مزارع، فمعرضون للمجاعة”.
وفيما يتعلق بمشكلة السيول والفيضانات، قال خليل محمد جبريل إن “حكومة هالينا لم تسطيع مواجهة الفيضانات التي ضربت كثير من مناطق البلاد وبالتحديد العاصمة أنجمينا ما زالت غارق بمياه الأمطار وزِد على ذلك ضحايا تفجير المعسكر الاستراتيجي لمخزون الأسلحة، ما زالوا في نكبتهم”.
وقال المحلل السياسي التشادي، إسماعيل محمد طاهر، إن “الحكومة الحالية منذ تشكيلها حاولت العمل على بعض الملفات التي تواجه الحياة اليومية للمواطنين”.
لكنه أضاف: “فبسبب موسم الجفاف هذا العام لم تستطع أن توفر الأعلاف بصورة متساوية للرعاة ولم تستطع أن تضع حدا لغلاء السلع الغذائية خاصة الحبوب ولم تستطع أن تدير الفيضانات بصورة جيدة”، مضيفاً بقوله: “أضف إلى ذلك أنها لم تستطع ضبط مسأله الأمن الذي أصبح شبه معدوم في العاصمة وخاصة في الأحياء الطرفية” .
ويرى إسماعيل محمد طاهر، في تصريحه لـ”شاري إنفو“، أن حكومة الله-ماي هالينا، لم تلتزم بمبدأ مجانية العلاج في بعض الحالات المرضية.
ولكن في المقابل قال طاهر “لاحظنا نشاط في تفعيل الشراكات مع المنظمات والهيئات التنموية بالإضافة إلى مساعيها في تفعيل الدبلوماسية التشادية حتى ولو كان الأمر فيه بعض المؤاخذات لبعض الملفات هذا فضلا عن الصراحة في الخطاب الموجه للمواطنين فيما يخص مسألة البطالة وفرص العمل”.
ولفت المحلل السياسي التشادي، إسماعيل محمد طاهر، إلى أنه ” من المبكر الآن أن نقيم أداء حكومة الله معاي هالينا في الوقت الحالي”.