أنجمينا:(شاري إنفو)
كشف وزير استصلاح الأراضي والتمدن والإسكان محمد السليك حلاتة، قبل أيام عن تشكيل لجنة فنية مكلفة باقتراح تحديث مدينة جديدة تكون امتداداً للعاصمة أنجمينا.
وبين حلاتة من خلال قرار وزاري مهام اللجنة الفنية التي تقوم بدراسة بالتفكير بغبة إنشاء دراسة جدوى تشييد المدينة وتعيين مكانها والتصميم التفصيلي الشمولي لها، بحلول شهر نوفمبر المقبل.
ويتوقع بعد الانتهاء التصميم التفصيلي للمدينة الجديدة ستبدأ الحكومة باعتماد مشروعها وتطلق الدراسات الهندسية لتتمكن بعدها من طرح العطاءات لشركات متخصصة في الاستشارات العقارية والهندسية.
وأصبح مقترح مشروع المدينة الجديدة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، الشغل الشاغل للجميع، وبات “حديث الساعة” في كل مكان وزمان، وموضع جدل بين غالبية نعتته ب”الحُلم” وذر الرماد في العيون لتغطية كارثة السيول والفيضات الحالية، وبين أقّلية متأملة في تنفيذ تشييد تلك المدينة.
ويأتي مقترح المدينة الجديدة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السكان في تشاد نظراً للسيول والفيضانات- نتيجة هطول أمطار غزيرة -التي بدأت في الأعوام الماضية تُغرق الأحياء السكنية لمدينة أنجمينا، وهي العاصمة القومية للبلاد.
تساءلات متداولة:
– هل نحن بحاجة إلى عاصمة جديدة في الوقت الراهن؟
يُجيب البروفسير عبد الله بخيت صالح المتخصص في جغرافية العمران الحضري “المدن” في تصريحات خاصة لموقع “شاري إنفو”، قائلاً: “نحن لسنا بحاجة إلى عاصمة جديدة، وإنما نحن بحاجة إلى تنفيذ حفر ثلاث قنوات رئيسة لتصريف مياه الأمطار كانت موجودة أصلا ولكن نتيجة لعدم وجود الرقابة من قبل الوزارة المعنية صارت تلك القنوات أحياء سكنية”.
وعن إمكانية إنشاء المدينة الجديدة ومقوماتها، قال بخيت: “يجب البدء في تشكيل مجموعة تفكير من المهندسين والجغرافيين والجيولوجيين والاقتصاديين والقانونيين؛ من أجل إيجاد خارطة طريق أولية للمدينة المراد إنشاؤها بعد الاستماع بدقة إلى السلطات المعنية بالتخطيط الحضري والإسكان”.
وفيما يتعلق بالموقع الاستراتيجي الجغرافي الطبوغرافي لتعمير هذه المدينة في تشاد، حدد بخيت بقوله: “يمكن اختيار كل من منقو أو آتيا أو الفترى، أو أم حجر عاصمة جديدة للدولة”، مشيراً بذلك إلى أن تلك المدن تقع في المناطق الوسطى من رقعة الدولة حتى يمكن حمايتها من خطر الهجوم والسقوط بيد دولة أخرى في حالة نشوب حرب- لا قدر الله -وسقوطها يعنى سقوط الدولة.
وأكد عبد الله بخيت صالح أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي الوسط للعاصمة يساعد على سهولة الاتصال مع بقية مدن الدولة، ويساعد على الدفاع عنها في أوقات الحرب.
وبشأن مواصفات إنشاء المدينة الجديدة، ذكر بخيت، أن بينها دراسة الموقع والظواهر الجغرافية الطبيعية التي توجد حول المنطقة وكذلك دراسة الموضع وهو المكان أو البقعة التي نريد إنشاء المدينة فوقها، وأيضاً دراسة المناخ ووضعه في الاعتبار عند الشروع في تخطيط المدينة، حيث لا يمكن إغفال معدلات كمية الأمطار السنوية التي تسقط وأثرها في تحديد عمق أساسات المباني وإنشاء البُنى الارتكازية.
وكذلك تابع بخيت بخصوص المواصفات بقوله: “الاستعانة على الأقل في المرحلة الأولى بحوالي 500 مهندس تشادي متخصص في مختلف تخصصات الهندسة، (المدنية والمعمارية والمساحة والإنشاءات والتربة والطرق والنظم والمياه والكهربائية والطيران والبيئية والصناعية والميكانيكية) بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي والتعليم العالي مراعاة لمواكبة العصر والحداثة”.
أما عن العقبات التي يمكن أن تعيق مشروع تشييد المدينة، أكد البروفسير عبد الله بخيت صالح بأن تكاليف إنشاء عاصمة جديدة قد تكلف على أقل تقدير نحو 500 مليار دولار أمريكي كسقف أدني. متسائلاَ بقوله: من أين تأتي وزارة تهيئة الأراضي والتمدن والسكن بهذا المبلغ في الوقت الراهن؟ مع ارتفاع حجم الديون الخارجية المتراكمة التي تجاوزت معدلات النمو الاقتصادي في جمهورية تشاد.