حسن موسى شاي.
يكتب
إن ما تعيشه تشاد في الوقت الراهن هو مخاض عسير لولادة دولة ما بعد الرئيس ديبي الأب الذي حكم البلاد لثلاثة عقود.
يُحسب للرجل أنه كان قويا في شخصيته وواضعا الجميع أمام الأمر الواقع (أنا أقوى رجل في الدولة، ومن دون منازع أو منافس).. وبمنطق السياسة؛ يجب أن يكون الرئيس أقوى رجل في الدولة.
بعد الوفاة – التي لم تكن ضمن الحسابات-، وأخْذ زمام الأمور من قبل المجلس العسكري الإنتقالي، كانت المهمتان الرئيسيتان لهذا المجلس هما: الحفاظ على الأمن، والحوار الوطني الشامل.
أعتقد أن المحافظة على الأمن – على الأقل استراتيجيا- رهينة بالمؤتمر ونتائجه.. وفشل المؤتمر يعني بداية جديدة لانعدام الأمن (الثورات المسلحة على الأقل). وفي اعتقادي أن المؤتمر سينجح نجاحا منقطع النظير إذا ما أَعلن رئيس المجلس العسكري الإنتقالي عن عدم ترشحه في الانتخابات القادمة.. والاكتفاء بالإشراف على انتخابات حرة ونزيهة، والذهاب بعدها إلى الثكنات أو اعتزال الساحة السياسية كليا. عندها وعندها فقط سينجح المؤتمر وتشق الدولة طريقها إلى الديمقراطية.
أما في الحالة الثانية -وهو الأقرب إلى المنطق وفق معطيات الواقع- وهي في حال ترشح رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقام بتنظيم انتخابات شكلية، فإننا نرجع إلى المربع الأول أو إلى ما هو أسوأ من ذلك.
ما أود الوصول إليه؛ هو أن ما يقوم به المجلس العسكري الانتقالي أمر غاية في الخطورة.. وهو محاولة السيطرة على السلطة بعد الانتخابات من جانب، والسماح بل السعي لعودة أصحاب النفوذ إلى الوطن.. هؤلاء بعضهم يملك نفوذا سياسيا قويا، والآخر صاحب نفوذ اقتصادي، والثالث ذو نفوذ عسكري وأمني داخل أجهزة الدولة.. هؤلاء لا يرغبون بغير الكرسي.. فقد سبق وأن حازوا على كل ما يحتاجونه دون السلطة في عهد ديبي الأب.. والآن يعود كلهم إلى الدولة في وضع داخلي هش، ومستقبل جد غامض، وسلطة لم تفرض نفسها بعد..
أعتقد أن فكرة عودة المواطنين ذات النفوذ ممتازة، لكنها ستكون لها آثار سلبية ووخيمة إن لم تصاحبها حوار جاد يؤدي بالوطن إلى بر الديمقراطية والمساواة والعدالة.. ولا يمكن جمع الاثنين أبدا (المحافظة على الوضع الحالي(السلطة)، وعودة أصحاب النفوذ هؤلاء). وأشم رائحة مفادها رغبة الرئيس لمسك العصى من الوسط.. والخروج منتصرا من هذه المعركة الصعبة.. وهو صعب جدااا.
يتبع